Overblog
Editer la page Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Monde arabe

Pierre PICCININ da PRATA (Historien - Politologue)

الصحفي البلجيكي بيير بيكسينين بعد زيارته سورية:سورية تتعرض لحملة إعلامية ظالمة جوهرها الخداع

الصحفي البلجيكي بيير بيكسينين بعد زيارته سورية:سورية تتعرض لحملة إعلامية ظالمة جوهرها الخداع

 

 

Photos-illustration-2 1157                     

 

 

دمشق
الصفحة الأولى
الخميس 24-11-2011
متابعة وترجمة: مها محفوض محمد

أكد الصحفي البلجيكي بيير بيكسينين ان سورية تتعرض لحملة اعلامية ظالمة أدواتها التجييش والتضليل والخداع مشيرا الى انه منذ بداية الاضطرابات التي اندلعت في سورية وضمن سياق ما يسمى «الربيع العربي»

بدأ الاعلام (التجييش الاعلامي - التضليل الاعلامي) يتصادم في هذه الساحة ليجعل من مصالح أطياف المجتمع السوري المتعايش تبدو وكأنها فوق رمال متحركة مشيراً الى الادوار المشبوهة لعدة أطراف دولية خاصة تركيا والسعودية وقطر ذات المحطة التلفزيونية التي يتزايد الجدل حولها (الجزيرة).‏

واضاف بيكسينين وهو صحفي واستاذ العلوم السياسية في جامعة بروكسل في مقال كتبه في صحيفة لاليبر وعلى موقعه الالكتروني انه وبالاعتماد على ما تأخذه وسائل اعلام الغرب عن الجزيرة فقط كان من الصعب ان تصلنا معلومات صحيحة عما يجري في سورية غير اني وفي شهر تموز حصلت على تأشيرة دخول الى سورية وتحركت بمطلق الحرية على طول البلاد من درعا الى حلب ومن اللاذقية الى دير الزور ولم أكن لوحدي فقد كان هناك صحفيون غيري منهم فرانسوا جان دوتيه وآلان غريش رئيس تحرير لوموند ديبلوماتيك وغايتان فاني من راديو سويسرا روماند.‏

لقد راقبت الوضع في حمص وفي حماه وهناك رأيت المتظاهرين «السلميين» الذين يحملون السلاح وفي حماة رأيت بعض آلاف من المتظاهرين لكنهم وبمعجزة الاعلام المضلل تضاعفوا الى 500 الف متظاهر في البرقيات التي كانت تتلقاها بترحاب كل من اورونيوز وفرانس 24 وكثير من وسائل الاعلام الكبرى، اما الاستثناء بينها فكانت صحيفة لوموند التي رفعت العدد الى 600 الف، وكانت المعارضة تبث تقاريرها المخادعة المضللة بتضخيم حركات الاحتجاج واعداد القتلى والمتظاهرين، لتصل معركة الارقام الى درجة اللامعقول كما حصل في حماة. ولم تشكك وسائل الاعلام الغربية أبداً بهذا الاعلام الذي تتلقاه عبر قنوات المعارضة، بالمقابل كانت ترفض الاتصال مع الحكومة السورية دون ان تساورها الشكوك فيما يرسل اليها من المعارضين وكأنهم الشهود الوحيدون على ما يحصل في سورية وأن التظاهرات بعشرات ومئات الآلاف في حين كان يتم اعداد الصور وتركيبها بتقنيات عالية ولم تكن الا لمئات الاشخاص فقط.‏

وهنا اريد الاشارة الى ان بعض المراقبين الذين دخلوا سورية وسجلوا مشاهداتهم تنصلوا بعد عودتهم من كتابة الحقيقة خوفاً من ان يقال عنهم بأنهم يؤيدون النظام السوري.‏

ومن المصادر الرئيسية للاعلام الغربي المرصد السوري لحقوق الانسان في لندن الذي يعتبر مرجعاً للصحفيين. هذا المرصد الذي يهيمن على الاعلام حول سورية يتوارى فيه اشخاص وراء اسم حقوق الانسان بدءاً من رئيسه رامي عبد الرحمن المعارض المعروف بالتزامه مع جماعة الاخوان المسلمين التنظيم الراديكالي الذي يزداد تأثيره على حركة المحتجين.‏

وقد لاحظت خلال تواجدي في سورية التورط المتزايد للاخوان في حركات الاحتجاج لكني علمت ان السوريين بمختلف شرائحهم لا يقبلون صعود الجماعات الاسلامية ووصولها الى السلطة هؤلاء الذين تجمعوا في مجلسهم الوطني هم من الوان مختلفة غريبة ذات اهداف متباعدة يقدمون أنفسهم على أنهم بديل لحكومة الرئيس الأسد كانوا قد شرعوا بمفاوضات مع تركيا ومع الحكومات الغربية لاقامة منطقة حظر جوي في سورية.‏

وهؤلاء هم من يعتمدهم الاعلام الغربي منذ شهور في استقاء الخبر عن طريق مرصد حقوق الانسان.‏

ان عسكرة المعارضة وتسلحها تبدو وقد قررت الانتقال الى مرحلة الهجوم على قوى الجيش السوري فعناصر المعارضة تمتلك اسلحة ثقيلة وقناصات تستخدمها ضد رجال الشرطة والامن كما تقوم بعمليات خطف وقتل باسم «الجيش الحر» الذي هو عبارة عن بعض الجنود الفارين من الخدمة الالزامية طالبوا المجلس الوطني الانضواء تحت امرته, وما يستدعي الحيرة والتساؤل كيف لهؤلاء ان يرتدوا اللباس العسكري السوري وهم في غالبيتهم عناصر اجنبية واسلاميون مسلحون من دول اخرى.‏

واذا كانت عدة وسائل اعلام غربية بدأت بتغيير وجهة نظرها حول ما يجري في سورية مثل مقال الصحفي كريستوف لامفالوسي الذي نشر في صحيفة لاليبر البلجيكية بتاريخ 19 تشرين الثاني الحالي فإن هذا لا يكفي حتى الآن للتصدي الى حرب الاشاعات المعادية لسورية والتي لا يعد تنظيم الاخوان المسلمين محركها الوحيد مع تيارات المعارضة الاخرى انما هناك الذي تآمر على قلب النظام الليبي وعقد اتفاقا ثنائيا مع فرنسا.‏

ففي الوقت الذي تسلح فيه قطر الحركات الاسلامية تستخدم ذراعها الاعلامي (الجزيرة) لتؤجج الاحتجاج في سورية كما فعلت في تونس في الوقت الذي لا ترى فيه المتظاهرين في المغرب كما هو صمتها عن المذابح التي ترتكب في البحرين بحق المتظاهرين بدعم سعودي.‏

وضمن هذا السياق والوضع الحرج الذي تمر به سورية جاء الانتقاد اللاذع من الجامعة العربية لها بتحريك من قطر والسعودية، أما اسرائيل التي تقف صامتة منذ بداية الاحداث فقد تعهدت باستقبال ممثلين عن المجلس الوطني السوري ليباشر معهم المفاوضات في الوقت الذي جاء فيه ارسال السفن العسكرية الروسية الي الشواطئ السورية رسالة واضحة من روسيا الحليف التاريخي لسورية الى كل من يفكر من اتراك وغيرهم بأي تدخل عسكري على الاراضي السورية.‏

ريبورتاجات «الجزيرة والعربية» كاذبة‏

أما الشاهد الاخير على الاعلام الكاذب فهو ما بثته قنوات الجزيرة والعربية يوم الاحد 20 تشرين الثاني حين بثت ريبورتاجا عن هجوم بالصواريخ على مقر البعث في دمشق وان قذيفتين على الاقل اصابتا المبنى فاشتعل وسارع الجيش السوري الحر لاعلام مسؤوليته عن ذلك وان الهدف كان رمز السلطة السورية في قلب العاصمة دمشق، لاثبات الخبر الذي اكدته الجزيرة سارعت كالعادة جوقة الاعلام المعهودة الى تناقل الخبر.‏

في اليوم ذاته اتصلت مساء بشخص اعرفه في دمشق وسألته عن حقيقة ما جرى فأجابني ان مبنى حزب البعث سليم تماماً وما سمعتموه من وسائل الاعلام عارياً عن الصحة وطلبت منه ان يرسل لي صورة للمبنى بعد نشر الخبر ففعل، وكانت النتيجة أن مبنى حزب البعث في دمشق لم يمس بأذى ولم يحترق كما أن الجيش الحر نفى على الفيسبوك مسؤوليته في اليوم التالي عن الحادث.‏

فما بين هذا التضليل الاعلامي المنظم من قبل المعارضة التي تتلقى دعم أمراء الخليج ووسائل اعلام عربية مسيطرة وبين عدم كفاءة وسائل الاعلام الغربية أي مصداقيتها على الصعيد السياسي تستطيع دمشق ان تعيد فتح أبوابها.‏

 

  

 

al-Thawra

 

 

 

© Cet article peut être librement reproduit, sous condition d'en mentionner la source (www.pierrepiccinin.eu).

Partager cette page
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :